تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
حسين حني رئيس جمعية "إتحاد الشباب للتطوع" في حوار لـ "الجزائر برس": "أكبر تحدي يواجه المجتمع المدني اليوم هو أخلقة العمل الجمعوي"

  يعوّل اليوم كثيرا على العمل الجمعوي الذي ما فتئت الدولة تفّعل نشاطه..

  سنتعرف في هذا الحوار مع حسين حني، على جمعية "اتحاد الشباب للتطوع"، وكذا نظرة الجمعية لما يدور في فلكها، من تأسيس المرصد الوطني للمجتمع للمدني، وكذا المجلس الأعلى للشباب، والاستحقاقات الانتخابية القادمة.

حاورته زهور غربي

* لو نتعرف بداية أكثر عن جمعية اتحاد الشباب للتطوع، متى تأسست، مجال نشاطها.... ؟

  قبل 3 سنوات من الآن .. قرر مجموعة من الشباب المتطوعين أن ينشؤوا اتحادهم الشبابي للتطوع .. واضعين نصب أعينهم هدفا واحدا، ينضوي تحت البند العريض لكلمة واحدة وهي الخدمة... فلم يكن صدفة اختيار تاريخ مناسبة عيد النصر 19 مارس 2017، موعدا لانعقاد الجمعية العامة التأسيسية لجمعية اتحاد الشباب للتطوع.. بل تعبيرا حقيقيا وصادقا عن رابطة الانتماء التي دفعت 27 شابا من الجهات الأربعة للوطن، إلى الاجتماع من أجل تأسيس هذا الصرح المدني، خدمة للمجتمع وعربون حب ووفاء للوطن، وبادرة خير نطمح أن تعود بالأثر الإيجابي على التنمية الشاملة لبلادنا .. ومنه جاء شعار اتحادنا: "خدمة - وفاء - تنمية".

* هل ميلاد الجمعية مرتبط بالتسهيلات المقدمة اليوم في سبيل تأسيس المزيد من الجمعيات، أم أن فكرة العمل الجمعياتي قديمة ؟

  لم يأت اجتماع الشباب المؤسسين للاتحاد من فراغ، إنما هو التقاء أفكار وتعاضد جهود وتجمع طاقات... امتدت من صلب التزامهم وخبراتهم السابقة في مختلف جمعيات ومنظمات المجتمع المدني.. ليلتحموا في الاتحاد بقوة قيم إخلاصهم الصادق في الخدمة والإحسان والتجرد من الذاتية والأنانية، وعطائهم دون مقابل، وشعورهم بالانتماء ورد الجميل لأسرهم ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم، وكذلك التزامهم اتجاه بعضهم البعض كإطار تنظيمي، وقضايا مجتمعهم، لتشكل قيم الإخلاص والعطاء والانتماء والالتزام، روح اتحادهم كشباب من أجل التطوع.. يدعون من خلالها من يقاسمهم نفس القيم، للانخراط في رسالتهم الساعية إلى تطوير الالتزام التطوعي لدى الشباب، من أجل خدمة المجتمع.

* لماذا اتحاد الشباب للتطوع ؟

  جمعية وطنية ذات طابع شبابي- تطوعي، لا تسعى للربح، تأسست بتاريخ 19 مارس 2017، وفقا للقانون 12-06 المتعلق بالجمعيات، واعتمدت رسميا من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية تحت الرقم 011/18، بتاريخ 15 أفريل 2018.

  رؤيتنا: جمعية وطنية، شبابية، تطوعية رائدة في خدمة المجتمع.

  رسالتنا: يسعى اتحاد الشباب للتطوع إلى تطوير الالتزام التطوعي لدى الشباب من أجل خدمة المجتمع، وذلك من خلال ثلاث مهام رئيسية للاتحاد:

- تعبئة الشباب ضمن برامج ومشاريع وأنشطة وحملات تطوعية تخدم المجتمع في مختلف المجالات.

- تنمية قدرات المتطوعين الشباب.

- تعزيز التبادل الثقافي والاتصال بين المتطوعين الشباب.

  شعارنا: خدمة - وفاء - تنمية

  قيمنا: الاخلاص - الصدق في الخدمة.. والإحسان والتجرد من الذاتية والأنانية.. العطاء - بذل الجهد والعطاء بدون مقابل.. الانتماء - الشعور برد الجميل نحو مجتمعنا وأسرنا وأمتنا ووطنا.. الالتزام - الانضباط اتجاه الاتحاد والتداول المستمر على النشاط.

  مبادئنا:

1/ المتطوع نافع وخدوم لأسرته ومجتمعه وملتزم بقضايا أمته

2/ المتطوع يطوّر قدراته باستمرار لسعادته، ويسخرها لسعادة مجتمعه ويحترم بيئته

3/ المتطوع يحسن الخدمة ولا يمنّ عليها

4/ المتطوع يسخّر مهارته الشخصية ويستثمر وقته وماله وجهده لخدمة غيره

5/ المتطوع مخلص في عمله لله ومتجرد من الأنانية

6/ يلتزم أعضاء الجمعية بتوجيه وتكوين وإدماج الأعضاء الجدد.

  أهدافنا:

  •   تشجيع وترقية ثقافة التّطوع لدى الشباب (18 - 35 سنة) 
  • الإسهام في إشراك الشباب المتطوع في الحركة التنموية للبلاد، عن طريق تشجيع ريادة الأعمال الاجتماعية وروح المبادرة الإيجابية.
  • تعزيز انتماء الشباب لوطنهم ومشاركتهم في خدمة مجتمعهم.
  • تعزيز قدرات الشباب وتنمية مهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية.
  • إطلاق مختلف المبادرات الاجتماعية والحملات التطوعية، الرامية إلى تعزيز وتدعيم مختلف السّياسات العمومية في مجال الشباب على المستوى الوطني والمحلي.
  • إستثمار أوقات فراغ الشباب وتوظيف قدراتهم وطاقاتهم واستيعابها في مشاريع تطوعية.
  • المساهمة في حماية الشباب من الآفات الاجتماعية من خلال العمل التطوعي. 

 

* هل الإتحاد محلي أم وطني (هل لديكم فروع ومكاتب في مختلف الولايات) ؟

  لدينا حاليا مكاتب ولائية منصبة بصفة رسمية في كل من ولايات: الجزائر العاصمة، وهران، أم البواقي، عنابة، غرداية، تيميمون، أدرار... كما لدينا العديد من المكاتب قيد التأسيس، على غرار ولايات: بسكرة، قسنطينة، سكيكدة وباتنة.

* تعول الجزائر الجديدة اليوم كثيرا على دور المجتمع المدني، هل هناك ما يقابل ذلك في الواقع ؟

  صحيح أن السلطة الجزائرية الجديدة تتجه لإعادة صياغة المشهد، يكون فيها المجتمع المدني "كلمة السر" في دعم وتنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي تنوي تطبيقه في جل المجالات، ولكن يحتاج هذا القطاع إلى التنظيم والمرافقة والتأهيل للوصول إلى مستوى المشاركة الفعلية، المتمثلة في المساهمة في اتخاذ القرار.. فعلى الجهات الوصية وضع وتبني إستراتيجية وطنية تساعد على تأهيل ومرافقة المجتمع المدني الذي أظهر إرادة صلبة أثناء أزمة فيروس كورونا، وتكوين الحركة الجمعوية لتؤدي دورها باحترافية، لنقلها من العمل التقليدي المناسباتي إلى العمل الحقيقي المؤسساتي، ويعيد الثقة بينها وبين المواطنين وبين المواطنين ومؤسسات الدولة.. ومن بين أهم الآليات التي نراها كفيلة بتحقيق ذلك، هو إنشاء منصة رقمية تضم خارطة تفاعلية لكل الجمعيات الناشطة على المستوى الوطني، مع إتاحة إمكانية الولوج وتبليغ الرسائل والنشاطات من خلال الصور والفيديوهات، لإبراز العمل الميداني على مستوى الأحياء والبلديات، ووضع جسر افتراضي للتعارف والشراكة وتبادل الخبرات بين المجتمع المدني داخل الوطن والحركة الجمعوية للجالية الجزائرية في الخارج.

* للأسف ظلت حتى وقت قريب الكثير من الجمعيات عبارة عن سجلات تجارية محضة، كيف يمكن تغيير هذه النظرة اليوم ؟

  صحيح، صورة سلبية تم تسويقها في المرحلة السابقة عن الجمعيات، خاصة وأن الكثير منها انحرفت عن الأهداف التي أسست من أجلها، فأصبح بعضها عبارة عن سجلات تجارية محضة، والبعض الآخر تخدم أجندات أحزاب سياسية، خاصة في الاستحقاقات الانتخابية، وبالتالي تتحمل جزء كبير من هذه الصورة التي سوّقت عنها... التحدي الكبير الذي ينتظر الجمعيات في الوقت الراهن هو تحسين صورتها لدى عامة الشعب وكذا أخلقة العمل الجمعوي.. ولأن لكل عصر أدواته، صارت العلاقات العامة إحدى الأدوات الهامة التي يمكن الاعتماد عليها في العصر الحديث، بما تملكه من آليات ونظم مطورة، يمكنها إيصال رسالة المنظمة أو الجهة إلى المتعاملين معها، بما يضمن تفعيل التواصل بينهم، وبشكل سريع، يتجاوز الروتين والبيروقراطية والمعوقات التواصلية الأخرى.

  وفي الجمعيات، كما في المؤسسات الأخرى، أصبح للعلاقات العامة دور ملحوظ في ربط الجمعية بمن يهتمون بتفعيل دورها في المجتمع، خاصة من جانب ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي، حيث تؤدي العلاقات العامة عدة وظائف تخدم من خلالها أهداف الجمعيات، منها أنها تسمح للجمعية بالتواصل مع أعضائها، وبالتالي الاحتفاظ بهم، كما تساعد الجمعية على الوصول إلى أعضاء جدد وجذبهم.. أيضا تساهم العلاقات العامة مع الجمعية في توعية الأفراد والمجتمع حول قضايا معينة، باعتبارها من أنجح الوسائل التي يمكن أن تستخدمها الجمعية لكسب تأييد ومؤازرة الأفراد والمجتمع، بالإضافة إلى تعرّف الأفراد والمجتمع على القضايا التي تتناولها الجمعية، من خلال العلاقات العامة، فيتكَوّن لديهم تعاطف معها، خاصة إذا كانت هذه القضايا تهمهم.. وبالتالي يكون ذلك سبيلا لتلقيها الدعم منهم.

  وإلى جانب ما سبق، تأتي المهمة الرئيسية للعلاقات العامة في تحسين صورة الجمعية من خلال إسهامها الفعال في تكوين الصورة الإيجابية حول الجمعية، عبر تواصلها مع أفراد المجتمع، ما يؤدي في النهاية إلى استقرار الجمعية، واستمراريتها.. ويعني ذلك أن دور العلاقات العامة والإعلام لا يقتصر على التعريف بأنشطة الجمعية فحسب، بل يمتد لاستقبال المعلومات من المجتمع ليعمل من خلالها على تطوير عمل الجمعية، لتلبية رغبات وحاجات المجتمع الداخلي من نواحٍ مختلفة، فضلا عن إنشاء صورة ذهنية إيجابية لها لدى المجتمع الخارجي.

* ما هو الدور الذي سيقدمه المرصد الوطني للمجتمع المدني ؟

  نتطلع كناشطين في هذا المجال إلى أن يكون المرصد الوطني للمجتمع المدني مجلسا يضم أبرز الكفاءات في هذا المجال من داخل وخارج الوطن، مع ضرورة إعطاء الفرصة لمن يستحقها وأثبت ذلك من خلال عمله في الميدان، بعيدا عن أي ولاءات أو حسابات أخرى، بهدف ضمان القيام بالمهام الموكلة إليه على أتم وجه، وعلى رأسها الوصول إلى الديمقراطية التشاركية وترقية قيم المواطنة ومشاركة المؤسسات الوطنية في تحقيق أهداف التنمية، وكذا تقديم آراء وتوصيات متعلقة بانشغالات المجتمع المدني، إضافة إلى ترقية الحس الوطني ووضع التنظيمات والآليات واقتراح الأفكار، من خلال إرسال تقارير إلى الجهات الوصية بشأن كل ما يتعلق بوضعية المجتمع المدني الجزائري داخل وخارج الوطن.

* ماذا عن المجلس الأعلى للشباب ؟

  بما أن فئة الشباب تمثل الفئة المجتمعية الغالبة في الجزائر، فنتمنى من هذه الهيئة الاستشارية أن تكون عند حسن تطلعاتهم، وهذا من خلال تقديم آراء وتوصيات واقتراحات حول المسائل المتعلقة بحاجات الشباب وازدهارهم في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي، والمساهمة في ترقية القيم الوطنية والروح الوطنية والحس المدني والتضامن الاجتماعي، والمشاركة في تصور ومتابعة وتقييم المخطط الوطني للشباب، الذي يتم حاليا إعداده من طرف وزارة الشباب والرياضة، وكذا المساهمة في تطوير الحركة الجمعوية الشبانية، مع الحرص على تعزيز قدراتها، والمشاركة في تقييم استعمال الوسائل التي تضعها السلطات العمومية تحت تصرف الحركة الجمعوية الشبانية.

* ما هو برنامجكم فيما يخص الإستحقاقات القادمة ؟

  الجمعية ليس لديها أي انتماء أو ميول سياسي، وهذا حرصا منا على عدم الخلط بين العمل الجمعوي والنضال السياسي، مثلما تنص عليه القوانين والتشريعات الوطنية، ولكن بما أن " الطموح حق مشروع"، فلم ولن نحرم أي عضو معنا من الترشح لأي استحقاق انتخابي، بشرط عدم إدخال الجمعية واستغلالها بأي شكل من الأشكال في برنامجه الانتخابي.

* كيف يمكن أن تقدم لنا العمل الجمعياتي بمنظورك ؟

  يشكل العمل الجمعوي دعامة أساسية للمجتمع، وذلك عن طريق خلق الأجواء الملائمة لتأطير الشباب، لبناء مجتمع مسؤول يساهم في التنمية والتغيير، وكذا العمل على إدماجهم في عملية النمو الاجتماعي وفتح المجال لهم من أجل الإبداع وإبراز قدراتهم على الخلق والابتكار، لجعلهم أداة قوية للمشاركة وتحمّل المسؤولية، مدركين لدورهم في المجتمع، وكذا بلورة إرادتهم للمساهمة في التطور والرقي وجعلهم مواطنين محبين لوطنهم ومتشبعين بقيم المواطنة، ولكن بشرط أن يكون هذا العمل محترفا وكذا مؤسساتيا وليس عملا مناسباتيا.

التعليقات

عيسى بن يحي عمر
ما شاء الله شباب طموح ومحب لوطنه وغيور
وتراهم في الميدان تجسيدا وليس فقط اقاويل
وفقكم الله وجعلكم دخراا للمجتمع والوطن بوركتم في اعماركم .

عيسى بن يحي عمر
ما شاء الله شباب طموح ومحب لوطنه وغيور
وتراهم في الميدان تجسيدا وليس فقط اقاويل
وفقكم الله وجعلكم دخراا للمجتمع والوطن بوركتم في اعماركم .

إضافة تعليق جديد